الثلاثاء، 12 فبراير 2013

آدم عليه السلام والجنة التي كان فيها



آدم عليه السلام والجنة التي كان فيها

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله                  أما بعد :

فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم


أولاً: النبي آدم عليه السلام


إن الإعتقاد السائد عند بعض عامة الناس هو أن آدم عليه السلام أول إنسان خلقه الله وأن الجنة التي كان فيها هي جنة الآخرة ، وهذا المفهوم أو الإعتقاد يعارض ما جاء في القرآن الكريم وهو فهم خاطئ سوف نُبيّن ذلك بالحجة والدليل.

إنّ آدم عليه السلام نبي من أنبياء الله وهو أول الأنبياء ، اصطفاه الله على قومه ليبشرهم وينذرهم وليبلّغ رسالة ربه كجميع الأنبياء ، فينبئه الله لينبئ الناس ، ولابد أن يكون المرسل من الله إلى الناس بلسان قومه ومن أنفسهم.

قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)﴿٤﴾ سورة ابراهيم
قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ)﴿٩٤﴾الأعراف.
قال تعالى (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ...الآية )﴿٢١٣﴾البقرة
قال تعالى (وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ...الآية)﴿٥٦﴾الكهف
قال تعالى ( وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ﴿٦﴾وَمَا يَأْتِيهِم مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ )﴿٧﴾  الزحرف

فكل نبي رسول وكل رسول نبي ,وللتأكيد أيضاً على ذلك :

قال تعالى (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)﴿٢٨٥﴾ البقرة

فإذا كان النبي غير الرسول والرسول غير النبي أو حسب الإعتقاد أن بعض الانبياء لم يرسلوا  فكيف نؤمن بالرسل ولا نؤمن بالأنبياء ! كما جاء في الآية السابقة.
لقد اختار الله آدم ليكون خليفة له في الأرض نبياً مرسلاً إلى قومه .

قال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ﴿٣٣﴾ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )(٣٤﴾آل عمران

في هذه الآية يبين لنا الله عز وجل أنه اصطفى آدم على العالمين ، أي اختاره من بين قومه الموجودين في وقته ليكون أول خليفة له في الأرض ،كما اصطفى نوحاً وآل ابراهيم وآل عمران  ايضاً على أقوامهم وهم ذرية بعضها من بعض ، وهذا يدل على وجود ذرية قبل آدم عليه السلام ، هذه الذرية سماها الله في القرآن الكريم "البشر" وهي قبل مرحلة الناس ، فلابد أن نعرف أن مرحلة البشر كانت قبل مرحلة الإنسان.

قال تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ )﴿١١﴾الأعراف 
قال تعالى (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ﴿٢٨﴾فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ)﴿٢٩﴾الحجر

يتبين لنا من الآايات السابقة أن هناك خلقا قبل آدم سماهم الله بشرا ذلك الخلق كان في مراحل التطور .

قال تعالى (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)﴿٣٠﴾البقرة

قال تعالى ( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ ) أي أصبح آدميا "إنساناً" مكتملاً قد وهبه الله السمع والبصر والفؤاد بعد أن كان بشراً غير مكلف بالعبادة يعيش في الكهوف ، يأكل ويشرب يفسد في الأرض ويسفك الدماء ، ثم قال تعالى ( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي أي أوحيت إليه ، ثم قال تعالى( فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ) وهنا السجود هو سجود الطاعة أي القيام بخدمة هذا الإنسان أو الآدمي ، وكلمة آدم -نحن نقول في اللغة : هذا الإنسان آدمي- أي موصوف بجميع الصفات الحسنة .
كما نلاحظ أن الخطاب في القرآن الكريم موجه للناس جميعا ولا يوجد خطاب موجه إلى البشر ، كأن نجد في القرآن :(يا أيها البشر ) وهذا يدل على أنهم كانوا غير مكلفين ولم يصلوا إلى مرحلة الإنسان.
نستطيع هنا أن نقول أن الإنسان هو بشر وأن البشر ليس إنساناً .

قال تعالى قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ )(١١٠﴾الكهف
قال تعالى (قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا  )(٩٣﴾الإسراء

كما أن هناك إعتقاد لدى بعض الناس بأن  آدم عليه السلام خلقه الله من تراب جمعه الله بقبضته من مناطق مختلفة من الأرض ثم قال له كن فيكون والعياذ بالله ، وهذا المفهوم بالطبع يناقض ماجاء في القرآن الكريم وسوف أبين ذلك بالحجة والدليل.

لو سألنا سؤالاً فقلنا هل آدم عليه السلام إنسان ؟ فالجواب لابد أن يكون نعم..
ولو قرأنا القرآن كله لوجدنا أن الله يبين لنا بأن الإنسان خلقه من نطفة والآيات كثيرة سنأتي ببعضها ..

قال تعالى (خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ)(٤﴾النحل
قال تعالى (أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى﴿٣٦﴾أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ )(٣٧﴾القيامة
قال تعالى (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا )﴿٢﴾الإنسان
قال تعالى (أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ﴿٢٠﴾ فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ)﴿٢١﴾المرسلات
قال تعالى (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ﴿٥﴾خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ )(٦﴾ الطارق
قال تعالى (قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ﴿١٧﴾مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ﴿١٨﴾مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ )(١٩﴾عبس
ولابد أن نعرف أن الإنسان أصله بشر ، وخُلق هذا البشر من تراب ثم من نطفة ، وقد كان بدء خلق البشر من الماء (الخلية البدائية ثم الخلية الحية)ثم التراب (الطين اللازب) فأنبته الله من الأرض ثم تطور هذا الخلق من سلالة من طين ثم بعد ذلك تكاثر عن طريق النطفة إلى أن سوّاه الله فأصبح انساناً.

قال تعالى (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا ۗ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا)﴿٥٤﴾الفرقان
قال تعالى (فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا ۚ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ)(١١﴾الصافات
قال تعالى (وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا)﴿١٧﴾نوح
قال تعالى (وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا)(١٤﴾نوح
قال تعالى (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا...الآية)﴿٦٧﴾  غافر


كما أن هناك دليل آخر على أن النبي آدم عليه السلام لم يُخلق من التراب المادي بالمفهوم الخاطئ لدى بعض عامةالناس :

قال تعالى إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ)(٥٩﴾آل عمران

فهل كان خلق عيسى ابن مريم عليه السلام كخلق آدم عليه السلام !

قال تعالى ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ )(٨٢﴾يس
قال تعالى (مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)(٧٤﴾الحج
قال تعالى (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ )﴿٤٩﴾ القمر
قال تعالى (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا )(٢﴾الفرقان

فالتقدير في الآيات السابقه هو مايريده الله إذا شاء أن يفعله ، فإذا أراد مثلاً أن يرزق إنساناً ولداً فيقدر له ليتزوج ثم تنجب زوجته ،وهذا يأخذ فتره من الزمن ليرزقه بهذا الولد  ..
كذلك إذا أراد الله أن يرزق إنساناً علماً فيقدر له السبل وطرق التعلم ، وهذا يأخذ فترة من الزمن ، وكما نعرف إن الله قد خلق السماوات والارض في ستة أيام  ، فتلك الأيام لم تكن كأيامنا بل كانت مراحل زمنية لا يعلمها إلا الله ، وكلمة اليوم في القرآن الكريم لا تدل كلها على اليوم الذي نعرفه (24ساعه) في وقتنا الحاضر.

كما أن هناك دليل علمي يثبت أن آدم عليه السلام لم يكن أول إنسان خلقه الله ، فلو بحثنا قليلاً في كتب التاريخ وكتب علماء الآثار لعرفنا أن الزمن الذي كان يعيش فيه آدم عليه السلام هو منذ حوالي ستة آلاف سنة من الآن ،كما أن العلماء قد اكتشفو عصوراً قبل زمن آدم بآلاف السنين ، اضافة الى اكتشافهم لهياكل عظمية لبشر تعود لأكثر من مئه وخمسين ألف سنة .

قال تعالى قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(٢٠﴾العنكبوت



ثانيا : الجنة التي كان فيها النبي آدم عليه السلام


بعد أن تبين لنا أن آدم عليه السلام لم يكن أول الخلق وأنه كان نبيا مرسلا لقومه كسائر الأنبياء ، فمن المستحيل أنه كان في جنة الآخرة ..

قال تعالى (جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا )(٦١﴾ مريم

إذا كان الإعتقاد بأن آدم عليه السلام وهو عبد من عباد الله كان في جنة الآخرة عندما خُلق وقد رءآها وعاش فيها ، فكيف تكون جنة الآخرة غيبا !
كما أن من يدخله الله جنة الآخرة فإنه لا يخرج منها ..

قال تعالى (لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ )﴿٤٨﴾الحجر
قال الله تعالى في وصف الجنة (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )﴿١٧﴾ السجدة 

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في وصف الجنة : " لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطرت على قلب بشر " ، فالجنة التي كان فيها آدم عليه السلام هي جنة في الأرض.
قد يسأل البعض فيقول أن الله سبحانه وتعالى قد أمر آدم عليه السلام ومن معه بالهبوط من الجنة إلى الأرض ويستشهدون  مثلاً  ، بقول الله تعالى (اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ)(٣٦﴾البقرة

 ولنبيّن معنى الهبوط في الآية السابقة بأنه ليس ضرورياً أن يكون من أعلى إلى أسفل أو بما يعتقدون من السماء إلى الأرض.


قال تعالى (قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ...الآية)﴿٤٨﴾هود
وقال تعالى (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ...الآية)﴿٦١﴾البقرة

كما نود أن نبين أن الحياة في الآخرة لا تكون بأجسادنا المادية التي نحن عليها الآن ..

قال تعالى (نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ﴿٦٠﴾عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ)﴿٦١﴾الواقعة 
وقال تعالى (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ)(٥٥﴾طه
وقال تعالى (قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ)(٢٥﴾الأعراف

 فإن كان آدم عليه السلام قد عاش في الجنة الآخرة فترة من الزمن بجسده المادّي فهذا يعارض ماجاء في القرآن الكريم ، إضافة إلى أن حياة الإنسان لا تكون إلا في الأرض.

والأدلة كثيرة أكتفي بهذا القدر وأحمد الله رب العالمين الذي أرسل رسوله رحمة للعالمين ..

قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )(٢٨﴾ سبأ
قال تعالى قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا...الآية)﴿١٥٨﴾الأعراف
قال تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )﴿٥٦﴾ الذاريات

فهل نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم قد أرسله الله للجن والإنس ؟نقول نعم ...والسؤال هنا يطرح نفسه ، هل الجن والإنس في الآية السابقة هم الناس ؟ هذا ماسنتطرق اليه في موضوعنا القادم إنشاء الله ..
وفي الختام أذكركم بآيات من القرآن الكريم :

قال تعالى (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )(٢﴾يوسف
قال تعالى (الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ )﴿١﴾ هود
قال تعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا )(٨٢﴾النساء
قال تعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )﴿٢٤﴾محمد
قال تعالى (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ )(٢٩﴾ ص
وقال تعالى (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا )(٣٠﴾الفرقان

أوصيكم ونفسي بقراءة القرآن وتدبر معانيه وأسأل الله عز وجل أن يعيننا على ذلك وأن يعلمنا منه مالم نعلم وأن يذكرنا منه مانسينا والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين ..
فاللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد ,اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد ..